سافر الدكتور رفعت المحجوب على رأس وفد رفيع المستوى فى أبريل 1990 إلى بغداد بتكليف من الرئيس الأسبق مبارك، لمقابلة الرئيس العراقى صدام حسين، والذى كان تلميذ المحجوب فى جامعة القاهرة،
استفادت مصر كما استفادت كافة دول العالم التى لحقت الغرب من انطلاقها المتأخر فى معركة التصنيع والتنمية فى تحاشى كثير من الكوارث والمآسى التى مر بها الغرب
إن أهم الملامح العامة والأهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة لخطط التصنيع والتنمية قد ساعدت على توحيد وتنسيق وانتشار الوعى والتنظيم النقابى ببين صفوف العمال فى مصر.
كنا قد بدأنا الحديث فى المقال السابق عن أول ثلاثة مبادئ فى الطريق لتحقيق العدالة الاقتصادية، واليوم نكمل الجزء الثانى من هذه المبادئ وتتلخص فى مجموعة من النقاط تخص الفرد والمجتمع.
كنت قد أشرت فى ختام المقال السابق إلى حق الحاكم فى وضع تشريعات تبيح فرض أنواع من الجزية على الذّميّين، وأنواع من الضرائب على الأمة فى ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وحسب الاحتياج.
تركزت القواعد الأساسية للنظام المالى فى الدين الإسلامى فى 5 محاور هيئت من خلالها "مقرر شرعى كامل فى المعاملات الإنسانية" لتقيم العدل والحق لبنى البشر دون استثناء.
فى الإسلام فرائض غير الزكاة، إذ إن الزكاة ليست وحدها حق المال، فهى الحد الأدنى المفروض فى الأموال، حيث لا يحتاج المجتمع إلى غير حصيلة الزكاة.
بعد أن قدمنا فى مقال سابق صور التملك في الاسلام ، ننتقل اليوم إلى طرق تنمية الملكية والثروة ، حيث قدر الاسلام هذا الحق على أساس من الحرية الموجهة ، بما يحقق نظريته في التوازن العادل بين المصلحة الفردية ومصلحة المجتمع.
بعد أن أكدت فى مقال سابق على أن الدين الإسلامى يساوى بين المرأة والرجل فى معظم أمور الدنيا والآخرة، إلا فى بعض الأمور المرتبطة بالاستعداد والدراية والتبعية، وأمور أخرى التى لا تغير معنى المساواة الكاملة ولا تغير فى الوضع الإنسانى للجنسين.
استناداً إلى التحولات الجذرية، والتغيرات التى طرأت على طبيعة رأسمالية المرحلة وسماتها الأساسية الأصيلة، فكان لزاماً على التاريخ أن يغير اسم الرأسمالية المعاصرة، فقد صيغ لها العديد من النعوت والتسميات الحديثة.
لقد كان السبب الأساسي في تغيير سمات الرأسمالية المعتمدة على "احتكار القلة " أو "الأوليجوبولية" هو نمو قدرة المنتجين في بعض المجالات الانتاجية على التحكم في السوق وأسعاره.
كنت قد أشرت فى مقال سابق إلى نظرية "الافتقار النسبى" وكيف أن ذلك النظام الرأسمالى المعاصر قد تركنا بسؤالين محيرين وهما؛ هل ارتفاع مستوى الأجور العمالية حقيقى؟ والآخر هل يوزع الدخل القومى بصورة عادلة؟.
إنَّ الدين الإسلامى اعتبر الفرد أشبه شىء بالوكيل فى المال عن المجتمع، وأن حيازته له، إنما هى وظيفة أكثر منها امتلاكاً، وأن المال فى همومه، إنما هو حق للجماعة
كان المذهب السائد فى المرحلة السابقة من الرأسمالية، هو أن الدولة ليست بصانعة ولا تاجرة، وبأنها يجب أن تتجنب بكل دقة الخوض فى هذا الميدان، فهى المعروفة باسم "الدولة الحارسة".
بلغ طغيان احتكار القلة أو "الأوليجوبولية" مداه فى الصناعات الإنتاجية فى أمريكا وأوروبا، فى حين التمركز كان أضعف فى قطاع صناعة الخدمات كالنقل والتجارة والحرف.
كنت قد ذكرت فى مقال سابق أن وصول الاقتصاد العالمى إلى مرحلة "الأوليجوبولية" أو احتكار القلة أى مرحلة تضخم حجم الوحدات الإنتاجية وتضاؤل عددها، جعل مدرات الوحدات الإنتاجية
جاء تطبيق الرأسمالية الجديدة فى أول عهده على يد الولايات المتحدة الأمريكية فى الصناعة الأمريكية حيث تم تقسيمها إلى عدد ضئيل من المنتجين ، فى ميادين مثل صناعة السيارات، والآلات الزراعية وإطارات المطاط والسجاير
فى الوقت الذى كان يجب أن يكون فيه الإنسان مقياسا لكل شىء، ومنه ينبعث الفكر وعنه تنشأ المبادئ، ومن أجله يقوم كل جهاد فكرى وعلمى، فقد أصبح الإنسان بفعل الآلات والتكنولوجيا الحديثة ( أى المعاصرة ) غريباً فى عالم من صنعه.
كان العالم حتى منتصف الثمانينيات يتجاذب نحو تياران أحدهما يجمح به نحو اليمين والثانى يشده إلى اليسار، وما بين الرأسمالية والاشتراكية، كان ركب الإنسانية يسير حائراً متعثراً، لكن كل هذا مضى إلى طيته.
اليوم أختتم بحثى وسلسلة مقالاتى حول وحدة التفكير والكون والإنسان، بعد أن استمر البحث لأكثر من عام ولم أجد أهم من البحث فى شخصية الإنسان لأنهى به عملى فى هذا المجال.