مقالات

رفقا بالإخوان

الجمعة، 25 مايو 2012 11:33 م

بقلم مجدى دربالة

حالة من العداء الشديد تسود العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وقطاعات عديدة من المجتمع، وعلى رأسها وسائل الإعلام التى تدور بينها والجماعة حرب باردة وصلت إلى درجة شديدة الخطورة.

تدخل الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى فى محاولة لتخفيف الضغط الإعلامى الشرس على الجماعة ملوحا بعصا التغييرات الصحفية ووضع شروط للقيادات الصحفية الجديدة.. وبالفعل أتت تصريحات فهمى بثمارها.. وبدت حالة من الترقب على وجه القيادات الصحفية التى تتمسك بمناصبها.. وبدأ حدة الهجوم على الجماعة تتراجع، والمشكلة أن الهجوم كان بالفعل مبالغا فيه ولا يقوم فى أكثر الحالات على أسس موضوعية، بل كان يدعمه حالة من العداء القديم بين جماعة الإخوان المسلمين والكثير من هذه القيادات الصحفية التى تربت فى بيئة تكره التيار الإسلامى بشكل عام وجماعة الإخوان على وجه التحديد.

وإذا كنت أساند الإخوان فى مواجهة بعض هذا الهجوم لأنها فصيل وطنى شارك فى الصورة وواجه بطش النظام السابق، إلا إننى لا أعفيها من أخطاء سياسية جسيمة وقعت فيها أثناء ممارسة العمل السياسى.

وللأسف إننا افتقدنا الموضوعية فى النقد وتقييم الأداء، الانتقاد عندنا يعنى الإجهاز على الآخر، برلمان الإخوان تعامل بشكل برجماتى فى الاحتفاظ بالملفات الساخنة التى تمثل مفاتيحا سحرية للنظام القادم، وانتظر الإخوان حتى يروا من هو الرئيس قبل أن يحسموا أمرهم فى قضية تأسيسية الدستور، فلو جاء رئيس يخالفهم سيسعون بكل السبل إلى تقليص اختصاصاته، ولو فاز مرشحهم أ (د.مرسى) أو بـ( د.أبو الفتوح) فإنهم سيذللون له الصعاب.
كذلك وضع الإخوان قانون التظاهرات فى الأدراج انتظارا لنفس الأمر، كما أنهم صدروا الأزمات لحكومة الجنزورى بدءا من إخفاء قانون هيئة الشرطة فى الأدراج، مما تسبب فى كارثة إضراب الأمناء ونهاية بتجاهل طلبات الجنزورى بإجراء 62 تعديل فى التشريعات الاقتصادية بهدف دعم الاستثمار.

هذه الأخطاء السياسية لا تستدعى الحرب الضروس التى تخوضها جهات عديدة ضد جماعة الإخوان، لأن الجميع بداية من المجلس العسكرى ومرورا بشباب الثورة ونهاية بالمواطن العادى ارتكبوا خطاء قاتلة فى حق البلاد وثورتنا، وعلينا ونحن على أعتاب مرحلة جديدة أن نبحث عن تصالح مع الجميع ونتذكر أن جماعة الإخوان فصيل رئيسى فى ثورة يناير وشبابها هم أبطال المواجهة فى معركة الجمل التى لو نجحت لأجهضت الثورة.