تحقيقات وملفات

روبرت فيسك يصف مصر بـ"الدولة البوليسية" ويدعو أوباما لإلقاء خطابه من غزة

الأربعاء، 03 يونيو 2009 12:46 م

إعداد ريم عبد الحميد

جانب من مقال روبرت فيسك فى صحيفة الإندبندنت

وصف الكاتب البريطانى الكبير روبرت فيسك، فى مقاله الأخير بصحيفة "الإندبندنت"، مصر بـ"الدولة البوليسية"، مؤكداً أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أخطأ فى اختياره للقاهرة لتوجيه خطاباً للعالم الإسلامى، وقال إن الذهاب إلى الضفة الغربية أو غزة، ربما كان سيكون أفضل كثيراً.

وأشار فيسك إلى أن الاختيار وقع على مصر ـ على الأرجح ـ لأنها تضم ربع سكان العالم العربى، وليس لما لها من وزن أو نفوذ إقليمى. كما شن هجوماً لاذعاً على النظام المصرى، وقال "إن أوباما سيأتى غداً الخميس لواحدة من أكثر الدول البوليسية والديكتاتورية والقمعية فى المنطقة". فجماعات حقوق الإنسان المصرية، عندما لا تتعرض للمضايقات أو يتم إغلاقها من قبل السلطات، سجلت قائمة بسياسات التعذيب وعمليات القتل والاعتقالات السياسية والهجوم على شخصيات المعارضة، وهو الأمر الذى تقره الدولة والمستمر حتى اليوم".

واستعرض الكاتب البريطانى المشهد المصرى، ملقياً الضوء على الحادث الأخير الذى تعرض له زعيم حزب الغد أيمن نور، على يد مجهولين فى شوارع القاهرة، كما نقل عن نور تصريحاته الرافضة لزيارة أوباما والتى قال فيها "يبدو أن هناك نية لتعزيز قوة هذه الأنظمة وليس الشعب. فنحن مندهشين للغاية من تجاهل مجتمعنا المصرى السياسى والمدنى، فهذا يعطى الانطباع بأن المصالح الأمريكية أكثر أهمية من المبادئ الأمريكية".

وتحدث فيسك عن انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، ويقول إن تحقيقات منظمات حقوق الإنسان تظهر أن نور لديه ما يكفى من الأسباب لكى يكون غاضباً. فأحدث تقرير صادر عن جمعية القاهرة لحقوق الإنسان يرصد الانتهاكات الحكومية فى العالم العربى والمدعم بنماذج على وحشية الدولة بما فى ذلك 29 حالة تعذيب فى مراكز الشرطة المصرية خلال ستة أشهر.
والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وهى منظمة مستقلة، اكتشفتت أن عشرة حالات من الـ29 ماتت بعد التعذيب. وفى أحد هذه الحالات قدمت جماعات حقوقية شريط فيديو لسجين يتم هتك عرضه من قبل أحد ضباط الشرطة، كما أظهر شريط آخر إحدى السيدات المعارضات لمبارك وهى تتعرض لتمزيق ملابسها من قبل الشرطة فى أحد شوارع القاهرة. وفى عام 2007 فقط، ذكرت نقابة الصحيفيين أن ألف صحفى مثلوا أمام التحقيقات الحكومية.

كما تطرق الكاتب إلى قضية إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور الذى حُكم عليه بالحبس لمدة شهرين لنشره أخبار كاذبة عن صحة الرئيس مبارك، ومن ثم "تكدير الأمن العام". وقال إنه عندما دعا سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية الولايات المتحدة إلى جعل المعونة السنوية التى تقدمها لمصر مشروطة بالتقدم الذى تحرزه الدولة فى الإصلاح الديمقراطى، صدر ضده حكم غيابى بالحبس لمدة عامين. كما حكم على المعدة بقناة الجزيرة هويدا طه العام الماضى بستة عشر شهراً للإضرار بسمعة مصر بتصوير فيلم عن التعذيب فى أقسام الشرطة.

وأضاف أن العاملين فى المنظمات الحقوقية تعرضوا للهجوم الجسدى والاعتقال، حيث تعرضت د.ماجدة عدلى من مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، للضرب حتى فقدت وعيها وكُسرت ذراعها بعد أن تركت أحد أقسام الشرطة فى كفر الدوار بعد أن أجرت مقابلات مع أربعة سجناء قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب.