تحقيقات وملفات

حوادث الطائرات.. فتش عن الظروف المناخية

الجمعة، 20 فبراير 2009 08:04 م

كتب علام عبد الغفار

أسباب سقوط الطائرات متعددة لكن الظروف المناخية أكثرها

بعد مرور نحو خمسة أيام فقط على وقوع حادث تحطم طائرة أمريكية، راح ضحيتها 50 شخصاً فى واحدة من أسوأ الكوارث الجوية حالياً، تحطمت طائرة أوكرانية فجر اليوم، الجمعة.. اليوم السابع سأل عدداً من الخبراء لمعرفة أسباب حوادث الطائرات فى هذا التقرير..

اللواء الطيار أمين راضى سليمان، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، يرى أن لكل كارثة أسبابها، وليست هناك قاعدة للأسباب التى تؤدى إلى وقوع الكارثة، وهناك هيئات متخصصة تولت حصر إحصائيات حول الأسباب التى تؤدى إلى كوارث جوية، فتبين أنها متنوعة، من أعطال فنية، وأخطاء بشرية وأسباب جوية، وفى معظم الحوادث التى تقع يسعى المحققون إلى معرفة الأسباب الاحتمالية التى أدت إلى الكارثة، فى ظل توافر العوامل التى تساعدهم فى الوصول إليها، وعندما يفشل المحققون فى الوصول إلى الأسباب الحقيقية، فإن ذلك يرجع إلى عدم توفر الأدلة التى تساعدهم على كشف الحقيقة.

وأكد راضى أن انتشار ظاهرة سقوط الطائرات فى الآونة الأخيرة على مستوى العالم يرجع إلى الأخطاء التى يرتكبها الطيارون أثناء مرحلتى الإقلاع والهبوط بالطائرة، حيث يعتبر كل منهما أخطر شيء فى حماية الطائرة من السقوط، وأيضا أشار إلى أن الأعطال الفنية فى كثير من الأحيان تتسبب فى سقوط الطائرة، وذلك نتيجة لعدم عمل التفتيش الفنى باستمرار على أجزاء الطائرة.

وقلل راضى من أهمية دور الظروف المناخية فى سقوط الطائرات، إلا فى الحالات الخطرة كالأعاصير والرؤية المنعدمة، مشيرا إلى أن الطيارين كانوا منذ ثلاثين عاما يتأثرون بالعوامل الجغرافية، أما الآن فمع اختراع الأجهزة الإلكترونية أصبح سقوط الطائرات مرهونا بالطيار والأخطاء الفنية، وليس مرتبطا بالظروف المناخية.

جلال محمود، اللواء طيار أركان حرب بالقوات المسلحة، يقول إن سقوط الطائرات دائما ينتج عن أخطاء تكون متوزعة على ثلاثة عناصر أساسية، أولها أخطاء الطيار التى قد تكون السبب فى الحادث، وثانيا أخطاء الإداريين فى المطار والذين يقومون بوضع الحمولات على الطائرة، والتى تكون زائدة عن الوزن المحدد، وثالثا الأخطاء المفاجئة التى تحدث نتيجة انسداد الوقود أو انفجار أحد أجزاء الطائرة بسبب الاصطدام بحاجز.

وأضاف جلال أن الطيار الجيد هو الذى يرفض الإقلاع بالطائرة بمجرد شكه بوجود أى عائق قد يؤثر على الرحلة، سواء عند الإقلاع أو فى الطريق أو عند الهبوط، مؤكدا أنه قد يهاجم من شركته ويقال عليه جبان وخائف، ولكن هذا أرحم بكثير من ارتكابه كارثة تؤدى إلى وفاة البشر.

فى حين قال عبد الفتاح كاتو، رئيس هيئة الطيران المدنى: إن نسبة الأحوال الجوية فى حدوث الكوارث الجوية قليلة جداً حالياً، بعد تقدم الأجهزة الخاصة بالتنبؤات الجوية، حيث يتم تقديم رصد جوى لكل رحلة جوية تشمل الأحوال الجوية المتوقعة خلال الرحلة وتجدد كل 30 دقيقة، وتبلغ لقائد الطائرة أثناء الرحلة من خلال أحد أجهزة الطائرة، لذلك فإن عامل الجو يمثل أقل الأسباب، حيث تزيد نسبة العامل البشرى فى الكوارث الجوية لتصل إلى 72% من خلال الخطأ البشرى، سواء فى القيادة أو الصيانة أو المراقبة.

ويؤكد أن العواصف الرعدية تمثل العدو الرئيسى للحركة الجوية، خاصة عندما تحدث بشكل مفاجئ لم يتم التنبؤ به، وهذا ما يعطى الطائرة الأولوية للهبوط فى أى مطار قريب، قبل التعرض لمخاطر هذه العواصف.