عرض خاص

من تامر حسنى وهشام عباس إلى آدم فيرس

التحرش الجنسى ينتقل من الشارع إلى الكليبات والأغانى بوقاحة

الخميس، 30 أكتوبر 2008 03:23 ص

كتبت هنا موسى

تامر حسنى

◄ بالألفاظ والإيماءات والحركات والإشارات لدرجة خلع الملابس فى غرف النوم

التحرش الجنسى بالفتيات لم يعد يقتصر على خدش حيائهن فى الشارع أو الأماكن المغلقة بالإساءات اللفظية والجسدية، ورغم أن القضاء المصرى أنصف ضحية التحرش «نهى رشدى» فى القضية التى أقامتها ضد «شريف جمعة جبريل» بعد أن تحرش بها فى الشارع، فإن الفضائيات الغنائية تشهد سيلا من الكليبات المليئة بإهانة المرأة بالصوت والصورة، والتحرش بها قولا وفعلا، وبعدما كانت الفتيات ينتظرن الأغانى لسماع كلمات تصف جمالهن وأخلاقهن، أصبحن يسمعن من المطربين «الشتائم» والمضايقات اللفظية، وأصبحت المرأة مجرد سلعة توضع للعرض فى «فاترينة» المشاهدين، ووصل الأمر ببعض المطربين إلى مساواتها بفتاة الليل.

أغانى الشتائم والإهانة للفتيات تأتى فى مرحلة مكملة لظاهرة كليبات العرى التى تحدثت عنها الصحف والتلفزيونات وهوجمت بشدة فى الفترة الماضية، فكلاهما يسيء للمرأة من خلال الصورة والكلمة. «حوا يا حوا» كليب لمطرب جديد اسمه آدم فيرس تقول كلماتها «هناء شافت شاب راكب أحسن عريبة، شاورت عقلها وقالت دى جوازة مية مية، وبعدين رجعت قالت نتجوز ليه، ما نقول صحوبية»، وتردد فتيات الكورال وراءه «لو بالجمال أو بالدلال بس المهم أوصل»، وبالطبع جاء الكليب خادما للمضمون حيث تظهر كل الفتيات فى الكليب بدون ملابس تقريبا، ويسرن شبه عاريات فى الشارع ويتمايلن على أى رجل يصادفنه.

«يا خسارة» أغنية للمطرب أحمد سعد، تظهر بطلة الكليب فيها على أنها كانت زوجته لكنها انحرفت وسارت فى طريق الضياع، ويصورها الكليب فى حالة سكر وهى تمسك بزجاجة خمر فى يدها، وتبيع نفسها مقابل المال أيضا، وحولها شباب يكتبون أسماءهم على جسدها. رغم أن أغنية «تعالى جنبى» للمطرب هشام عباس والمطربة التركية الشابة صوفيا أغنية رومانسية، فإن الفيديو كليب أقحم على كلمات الأغنية جملة تقول «ما لكم يابنات بتحبوا الماديات، دايماً هات هات هدايا بألوفات»، دون سبب واضح لإقحام هذه الجملة.

تامر حسنى، أو نجم الجيل كما يطلق على نفسه، يحاول إقناعنا بأن 90 % من جمهوره فتيات، ورغم هذا فإنه يأتى على رأس قائمة المطربين الذين تحمل أغنياتهم كلمات تخدش الحياء، وتهين المرأة، كما تأتى بعض كليباته تؤكد ذلك، وآخرها كليب «أكتر حاجة»، التى ينظر فيها إلى مناطق حساسة فى جسد الفتاة التى تقف أمامه فى الكليب مرددا: «أكتر حاجة بحبها فيكى هو ده....»، وأيضأ أغنيته «اسكتى» التى يقول فى أحد مقاطعها قاصدا إهانة حبيبته السابقة «كل اللى يهمك حاجات مقدرش أقولها فى أغاني»، وله أيضا العديد من الأغانى الشهيرة منها «اعتذرى» ويقول فيها «اعتذرى للى هييجى بعدى خليه يسامحينى أصل أنا أخدت كل حاجة فى عهدى، وشوفى عهدى كان كام سنة».

بعض القائمين على الأغنية حاليا بحاجة إلى توضيح الفرق بين الفن والدعارة، هذا ما يراه الناقد الموسيقى أشرف عبد المنعم، قائلا: «أى واحد الآن يعتبر نفسه شاعرا ويكتب أغانى، والفن دخل فى الدرك الأسفل، والموضوع زاد عن حده، وأصبح المطربون يتبارون فى الإسفاف ليس فقط فى ظهور موديلز شبه عاريات، أو غناء كلمات تحمل إيحاءات جنسية فقط، بل أيضا فى طريقة التصوير نفسها التى دائما ما تصور المرأة فى أوضاع غير لائقة، وهى نائمة فى السرير، أو تستحم، أو «تخرط الملوخية» فى وضع غير لائق، ويطالب عبد المنعم بإعادة الرقابة على الفن، مادام المجتمع غير قادر على تحمل المسئولية المجتمعية.

كنت أجلس أمام التلفزيون، وفجأة وجدت نفسى أشاهد فتاة تنام على السرير وبجوارها شاب يعاملها على إنها فتاة ليل، شككت فى نفسى ورجعت إلى اسم القناة، هذا ما يرويه الملحن حلمى بكر، مضيفا: سكتّ للحظات وسألت نفسى: «إيه ده»؟ وبعد لحظات أدركت أننى أشاهد كليبا غنائيا على إحدى القنوات الفضائية، وليس مشهدا ساخنا من فيلم بورنو يذاع على قناة مشفرة كما اعتقدت فى البداية.

بكر يرى أن الإساءة للمرأة تتخذ حاليا العديد من الصور المباشرة وغير المباشرة، ويضيف أن المرأة إذا كانت تشعر بالإهانة عند تعرضها للتحرش الجنسى فى الشارع، فإن كثيرا من الكليبات والأغانى تعد استمرارا لهذه الإهانة، ويتفق حلمى مع عبد المنعم فى مطالبته بإعادة الرقابة، لكن حلمى يطالب بإعادة الرقابة فى المنزل، لوجود انفصال كبير بين الأجيال.

مخرجو الكليبات يدافعون عن أنفسهم بأنهم يخرجون بما يتناسب مع الكلمات والأشعار، ومنهم تامر حربى الذى يقول: «المخرج يعبر فقط عن كلمات الأغنية التى يصورها، وعندما يصور الكليب فإنه يجسد القصة التى ترويها الكلمات، وليس بالضرورة أن يتفق مع معانى تلك الكلمات، كما أنه من حق المخرج تسليط الضوء على سلبيات المجتمع بصرف النظر عن موقفه منها.