تحقيقات وملفات

بالصور.. "اليوم السابع" ينشر خريطة العقارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية.. 10 مناطق تمثل قنابل موقوتة بأحياء غرب ووسط والجمرك.. سكان الأحياء القديمة ينتظرون الموت والأمطار تعجل بإنهاء حياتهم

الأحد، 01 نوفمبر 2015 09:36 م

الإسكندرية - جاكلين منير

إزالة عقار يمثل خطورة كبيرة

يعد ملف العقارات الآيلة للسقوط من أهم العقبات التى تواجه الإسكندرية، خاصة فى ظل عدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة من الأحياء، لعدم وجود بديل تطرحه الدولة لسكان العقارات القديمة وعدم قدرة الدولة على توفير شقق سكنية جديدة لنقل السكان إليها، ما يضطر السكان إلى البقاء داخل العقارات الآيلة للسقوط فى انتظار الموت تحت أنقاضها وأكثر ما يثير فزع السكان هو هطول الأمطار فى فصل الشتاء والذى يعجل بحياتهم.
 إزالة عقار يمثل خطورة داهمة -اليوم السابع -11 -2015

إزالة عقار يمثل خطورة داهمة


 العقار آيل للسقوط -اليوم السابع -11 -2015
العقار آيل للسقوط


10 مناطق تمثل قنابل موقوتة فى مقدمتها حى الجمرك


وتواجه الإسكندرية هذا الخطر الداهم فى حوالى 10 مناطق بالأحياء القديمة والتى تحتوى على منازل يعود عمر البعض منها إلى أكثر من100 عام، مثل منطقة اللبان، بحرى، المنشية، طابية صالح، القبارى، كرموز، العطارين، محطة مصر، كوم الدكة، أبو قير.

ويأتى حى الجمرك غرب الإسكندرية فى مقدمة أحياء المحافظة من حيث احتوائه على أكثر المناطق التى تضم عقارات قديمة آيلة للسقوط، تهدد أرواح 187 ألف نسمة هم عدد سكان الحى.

وتعد منطقة اللبان أكثر المناطق المنكوبة فى نطاق حى الجمرك، وهى من المناطق الشعبية القديمة والفقيرة، والتى نشأت بطرق عشوائية منذ عهد محمد على باشا، وينتشر بالحى المنازل القديمة وبعض ورش الحدادين ومخازن تجارة الأخشاب، وتعتبر من أكثر المناطق التى تشهد انهيارًا فى العقارات القديمة بالإسكندرية، وهى تمثل ظهيرًا لميناء الإسكندرية وتربط بين منطقة المنشية ومينا البصل.

وتأتى منطقة بحرى فى المرتبة الثانية من حيث انتشار العقارات القديمة والتى تتبع حى الجمرك أيضًا، حيث تهدد العقارات القديمة حياة 150 ألف نسمة، ويتميز أهل المنطقة بالفقر النسبى، وتنتشر بالمنطقة ورش صناعة السفن، ويعمل أغلب سكان المنطقة إما فى صيد الأسماك أو بيعها فى حلقة السمك، وتعد منطقة بحرى من أحياء الإسكندرية القديمة التى سكنها الأتراك والمغاربة وبعض الأجانب فى عهد المماليك، وتنتشر بها الأبنية القديمة ويعد قصر رأس التين هو أقدم تلك المبانى والذى بنى فى عام 1834.
 العقار صادر له قرار هدم -اليوم السابع -11 -2015
العقار صادر له قرار هدم


 إزالة العقار حرصا على أرواح المارة والعقارات المجاورة -اليوم السابع -11 -2015
إزالة العقار حرصا على أرواح المارة والعقارات المجاورة

وتحوى منطقة المنشية التى تحظى بشهرة واسعة، وأحداث تاريخية كبرى، مجموعة من المبانى القديمة الآيلة للسقوط على رأسها محكمة الحقانية التى تم بناؤها 1886، وتضم المنطقة أقدم وأشهر ميادين الإسكندرية وهو ميدان المنشية والتى لها واقعة شهيرة لإلقاء الزعيم جمال عبد الناصر خطابًا من قلب الميدان، وتمتد المناطق الأكثر عرضة إلى انهيار العقارات القديمة إلى الشوارع الرئيسية الممتدة والتى تمثل ظهير منطقة المنشية العرقة، حيث توجد منطقة شارع السكة الجديدة والتى اشتهر بالتجارة والفقر النسبى لسكانه والذى تعرض لحوادث سابقة فى انهيار العقارات القديمة.

حى غرب فى المرتبة الثانية وأخطر المناطق: طابية صالح والقبارى وكرموز


ثم يأتى حى غرب فى المرتبة الثانية بين أحياء الإسكندرية، من حيث انتشار العقارات الآيلة للسقوط، ويحتوى حى غرب على 475 ألف نسمة تقريبًا، وتنتشر به بعض المناطق التى تمثل قنابل موقوتة وفى مقدمتها منطقة طابية صالح التى تقع بين منطقة القبارى ومينا البصل، وقد شهدت المنطقة الشتاء الماضى عددًا من التصدعات والانهيارات الأرضية أدت إلى انهيار منزلين من المنازل العشوائية للأهالى، بالإضافة إلى إنشاء العشش العشوائية للأهالى على أرض تكاد تكون مفرغة لوجود سراديب "مقابر" جبانة مصر الغربية القديمة، ويوجد بالمنطقة ما لا يقل عن 200 أسرة مهددة فى 10 بلوكات سكنية متجاورة.

كما تأتى منطقة القبارى من ضمن المناطق القديمة التابعة لحى غرب بالإسكندرية، حيث يعود تاريخ المنطقة إلى حمد بن منصور بن يحيى القبارى السكندرى المالكى وكنيته أبو القاسم، ولد بالإسكندرية عام 587هـ- 1191م وتوفى بها فى شعبان 662هـ - 1263م، عن عمر يناهر خمسة والسبعين عامًا فلم يبرح الإسكندرية قط إلا للحج، وقد آثر أن ينقطع عن الناس فى غرب الإسكندرية فى قصر أثرى متهدم أنشأ حوله بستانًا وأطلق عليه غيط القبارى.

وتعانى منطقة القبارى من نفس مشكلة طابية صالح حيث بنيت المنازل على الجبانة القديمة لغرب الإسكندرية التى تعود للعصر الرومانى.

منطقة كرموز وهى أقدم مناطق حى غرب أيضًا، وهى منطقة شعبية وبها عدة معالم سياحية أهمها «عمود السوارى» كما يوجد بها «مقابر كوم الشقافة» الأثرية وترجع أيضا للعصر الرومانى بالمدينة. وهى من المناطق الشعبية و التى يعمل سكانها فى التجارة حيث يوجد بها سوق من أهم اسواق المدينة وهو سوق «الساعة» حيث يكثر هناك محلات بيع الأقمشة والمفروشات والملابس النسائية.

وتضم كرموز عدة مناطق تحتوى على المنازل القديمة أهمها منطقة غيط العنب، كوم الشقافة، جبل ناعسة، الكارة، باب سدرة.

حى وسط فى المرتبة الثالثة بمناطق العطارين وكوم الدكة ومحطة مصر، ويأتى حى وسط فى المرتبة الثالثة بالإسكندرية، وبه 670 ألف نسمة، ويضم مناطق العطارين وكوم الدكة ومحطة مصر. حيث أنشأت منطقة العطارين مع إنشاء سوق (العطارين) كمركز تجارى هام، اشتهر بتجارة التوابل، فى ظل الفتح العربى لمصر، وبمرور الزمن، اختفت محلات العطّارين وظهرت محال بيع الأنتيكات والأثاث القديم والجديد فى عقد الخمسينات من القرن الماضى ويشتهر بالمبانى القديمة على الطراز اليونانى والرومانى.

ويتلاحم حى العطارين مع المنطقة اخلفية لميدان "الشهداء" محطة مصر، وهى من المناطق الشعبية الفقيرة بوسط الإسكندرية، تنتشر بها المبانى القديمة ويعمل سكانها بالتجارة البسيطة بأسواق الخضار والفاكهة المحيطة بالمنطقة، والتى لا يتحمل سكانها نفقات الانتقال إلى سكن جديد.

أما منطقة كوم الدكة فتعتبر من أشهر المناطق القديمة التابعة لحى وسط، والتى شهدت العام الماضى كارثة مفجعة تهدد سكان منطقة كوم الدكة الأثرية بأكملها، حيث تسبب ميل عقار مخالف فى انهيار وتصدع 16 عقارًا قديما مجاورًا له وهى منازل قديمة متهالكة، وسكانها يقطنون فيها، عائلات، فى حجرات متجاورة، ودورة مياه واحدة لكل من فى المنزل.

حى المنتزه يدخل السباق بمساكن أبو قير القديمة


وأخيرًا يلحق حى المنتزه بباقى الأحياء التى تمثل مناطق خطرة تهدد أرواح السكان، حيث تأتى منطقة أبو قير، التابعة لحى المنتزه ثان والتى شهدت مؤخرًا انهيار عقار قديم متأثرًا بسقوط الأمطار الغزيرة على الإسكندرية وراح ضحيته 3 أشخاص وأصيب 8 آخرين.

وتعتبر منطقة أبو قير من المناطق الفقيرة والعشوائية ومن أقدم الأحياء بالإسكندرية والتى شهدت أحداثًا تاريخية تعود إلى الحملة الفرنسية على مصر.

وبعيدًا عن الأبراج السكنية الحديثة والشاهقة التى بنيت مؤخرًا على شاطئ أبو قير مباشرة، فإن منطقة المساكن القديمة التى تقع خلف معسكر الشباب تمثل قنبلة موقوتة من البناء القديم العشوائى لأهالى أبو قير والعاملين أغلبهم إما بمهنة الصيد أو سائق "كارتة" أو عامل بالميناء.

الأهالى يوقعون إقرارات الإقامة على مسئوليتهم لعدم توفر المسكن البديل


ويقول جمال عوض أحمد، من سكان منطقة كوم الدكة، لـ"اليوم السابع"، إنه يقطن فى منزل قديم عمره أكثر من خمسين عامًا، ولا يستطيع تركه فى ظل ارتفاع أسعار الشقق السكنية، وعدم مقدرته على شراء مسكن جديد، قائلا "لا أملك شراء شقة سكنية جديدة، كما لا أملك الانتقال إلى شقة بنظام الإيجار الجديد، أقل شقة بـ400 جنيه أنا دخلى 1000 جنيه أعمل على باب الله ولدى 3 أولاد".

وأضاف أن العقار صادر له قرار إزالة إلا أنه اضطر تحت وطأة تلك الظروف توقيع إقرار بالبقاء فى المنزل على مسئوليته الشخصية من الحى، قائلا: "وقعت وفى انتظار حكم الموت وانهيار العقار فى أى لحظة أنا وزوجتى وأبنائى".

وتقول هويدا رفعت عفيفى، ربة منزل لديها 4 أولاد من منطقة كوم الدكة: "أعمل عاملة بالمحافظة وزوجى لا يعمل وأنا أعول أسرتى، وقد وقعت على إقرار الحى بالبقاء داخل المنزل على مسئوليتى الشخصية، حيث ليس لى مكان آخر أذهب إليه، وإلا سيكون الحل الآخر هو الشارع وتشرد أطفالى، خاصة بعد أن رفض مالك العقار ترميم المنزل على نفقته، ونحن لا نملك تكاليف الترميم".
عقار آيل للسقوط بحى غرب -اليوم السابع -11 -2015
عقار آيل للسقوط بحى غرب


عقار آخر بحى غرب -اليوم السابع -11 -2015
عقار آخر بحى غرب

وتقول محسنة السيد على، سيدة مسنة من منطقة اللبان، إن المنطقة معظمها مساكن قديمة يعود البعض منها إلى أكثر من 60 عامًا، وقد تهالكت بالكامل ولا تستطيع تحمل الأمطار الغزيرة، مضيفة: "أى شوية ميه تسقط البيت على اللى فيه"، متابعة: "لا نملك المال الذى نستطيع به ترك المنزل وحاولنا الوصول إلى صاحب المنزل للمشاركة فى ترميمه دون جدوى، فهو فى انتظار انهيار المنزل لبناء برج سكنى جديد".

موجة الطقس السىء تكشف عجز الدولة عن مواجهة الملف


وقد كشفت موجة الطقس السىء التى ضربت البلاد يوم الأحد الماضى وهطول الأمطار الغزيرة على الإسكندرية، عجز الدولة عن مواجهة هذا الملف، فى ظل استمرار انهيار العقارات القديمة، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية انهيار عقار أبو قير والذى أسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين، وعقار كليوباترا الذى أسفر عن إصابة سيدة مسنة، وعقار اللبان الذى أسفر عن وفاة سيدة مسنة وإصابة أخرى.

كما قررت غرفة عمليات محافظة الإسكندرية بتشكيل لجنة هندسية من الحى وفحص عدد من العقارات التى تهدمت أجزاء منها وتقرر إخلاء 5 عقارات، عقار بكرموز، و3 بكليوباترا، وعقارين باللبان، وجميعها عقارات قديمة صادر لها قرارات إزالة لم تنفذ.
العقار خاوٍ من السكان -اليوم السابع -11 -2015
العقار خاوٍ من السكان

فشل مساعى المحافظة فى مواجهة الأزمة


وعلى الرغم من مساعى محافظة الإسكندرية طوال السنوات الماضية فى مواجهة المشكلة، إلا أنها فشلت فى مواجهة الأزمة، خاصة فى ظل عدم وجود إحصائيات واضحة لعدد العقارات الآيلة للسقوط وعدد قرارات الإزالة، مما يحول دون المواجهة الحقيقية لهذا الملف، خاصة أن الأرقام الصادرة من محافظة الإسكندرية حول قرارات الإزالة تضم كلا من العقارات الآيلة للسقوط والمخالفة حتى السليم إنشائيا منها.

وقد قام اللواء طارق مهدى، محافظ الإسكندرية الأسبق، بتنفيذ المرحلة الأولى من تسكين العشوائيات؛ حيث تم نقل 45 أسرة من التبة الموجودة خلف مساكن العرائس بمنطقة كرموز بسبب الخطورة الداهمة التى تشكلها هذه المساكن على أهالى المنطقة وقد تم تسكينهم فى مساكن توشكى بمنطقة عبد القادر التابعة لحى العامرية، كما تم عمل الدراسات اللازمة لكل من منطقة الإسكان الصناعى ومنطقة القبارى 9 بنطاق حى غرب.

فى حين لم يولى هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية السابق، فى فترة تولى المنصب التى استمرت 8 أشهر تقريبا لهذا الملف الاهتمام الكافى، وانصب اهتمام المحافظ على مواجهة العقارات المخالفة بمجملها والتى استفحلت فى الإسكندرية فى الآونة الأخيرة، وقد قام كل من حى الجمرك وغرب – أكثر الأحياء التى تحتوى على عقارات قديمة آيلة للسقوط - بتنفيذ عدة قرارات لإزالة بعض العقارات القديمة إلا أن المواجهة لم تكن كافية حيث لم يتجاوز عدد تلك العقارات التى تمت إزالتها عن 7 عقارات وكانت خالية من السكان.

ومن الواضح أن فصل الشتاء سوف يشهد العديد من حالات انهيار العقارات القديمة، ليضاعف العبء على المسئولين لمواجهة ملف العقارات القديمة والمخالفة معا.
 الإزالة غير كافية لمواجهة الأزمة -اليوم السابع -11 -2015
الإزالة غير كافية لمواجهة الأزمة


عقار آيل للسقوط بحى الجمرك -اليوم السابع -11 -2015
عقار آيل للسقوط بحى الجمرك


 إزالة عقار محترق بحى غرب -اليوم السابع -11 -2015
إزالة عقار محترق بحى غرب


 عقار آيل للسقوط وخالٍ من السكان بحى الجمرك -اليوم السابع -11 -2015
عقار آيل للسقوط وخالٍ من السكان بحى الجمرك


 العقارات الآيلة للسقوط تهدد العقارات المجاورة لها والمارة -اليوم السابع -11 -2015
العقارات الآيلة للسقوط تهدد العقارات المجاورة لها والمارة


 عقارات آيلة للسقوط بحى الجمرك -اليوم السابع -11 -2015
عقارات آيلة للسقوط بحى الجمرك


 الأجهزة التنفيذية ترفع أجزاء عقار متهدم -اليوم السابع -11 -2015
الأجهزة التنفيذية ترفع أجزاء عقار متهدم


 عقار آيل للسقوط بحى الجمرك -اليوم السابع -11 -2015
عقار آيل للسقوط بحى الجمرك


 عقار انهار منه أجزاء ويهدد المارة بغرب الإسكندرية -اليوم السابع -11 -2015
عقار انهار منه أجزاء ويهدد المارة بغرب الإسكندرية