أكرم القصاص - علا الشافعي

يوم فى حياة عاملة نظافة.. "زينب" تعول أسرة من 5 أبناء وزوج مريض.. سترة البنت وحج الزوج حلم حياتها.. تواجه خوفها من كورونا بـ"كمامة وجوانتى".. وترفع شعار "أكل العيش حلو ومر" (فيديو وصور)

السبت، 04 يوليو 2020 05:30 م
يوم فى حياة عاملة نظافة.. "زينب" تعول أسرة من 5 أبناء وزوج مريض.. سترة البنت وحج الزوج حلم حياتها.. تواجه خوفها من كورونا بـ"كمامة وجوانتى".. وترفع شعار "أكل العيش حلو ومر" (فيديو وصور) زينب أثناء العمل
منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حركتها السريعة فى الشارع والزى الموحد مع "الكاب" البسيط الذى تحتمى به من الشمس إلى جانب الكمامة التى تحتمى بها من فيروس كورونا ربما لن تجعلك تميزها كثيرًا. تبدو امرأة عاملة كغيرها من العشرات اللائى يسعين فى الأرض لكسب الرزق الحلال بطرق شتى.

إلا أنك حين تعرف قصتها ستدرك أن لكل امرأة قصتها الخاصة التى لا تتكرر، وإن تشابهت مع كل امرأة مصرية في "الجدعنة" والرضا والقدرة على التحمل. 

إنها "زينب محمود" التى تخطت الأربعين بـ 6 سنوات، وتعمل في هيئة النظافة التابعة لمحافظة الجيزة، تعول 5 أبناء وزوج مريض لا يعمل.

يوم فى حياة عاملة نظافة (1)
يوم فى حياة عاملة نظافة 

"هتكسف ليه طالما بشتغل شغلانة حلال" جملة قالتها "زينب" أثناء معايشة "اليوم السابع"معها لترصد يومًا في حياة عاملة نظافة.

لا تملك السيدة من حطام الدنيا سوى بيت صغير بالإيجار تعيش فيه مع زوجها و5 أبناء "ثلاث أولاد وبنتين" تقول زينب: "بحب أسرتى وبيتى جدًا ومفيش حاجة عندى أغلى منهم، اشتغلت عشانهم من زمان، كنت بساعد جوزى في المعيشة، لكن لما تعب ومرض بالقلب وبقى مابيقدرش يمشي أتحملت أنا المسئولية كاملة، علمت ولادى الصبيان يعتمدوا على نفسهم بيشتغلوا كل واحد في صنعته وبيحوشوا فلوسهم عشان لما يتجوزوا يتعلموا إزاى يحافظوا على بيتهم".

يوم فى حياة عاملة نظافة (3)
يوم فى حياة عاملة نظافة 

وتابعت حديثها: "في الأول كنت بجيب لجوزى الدواء كل شهر بـ600 جنيه، لكن دلوقتى قطعتها عشان هي غالية عليا هجيب منين، أكل وشرب وإيجار وجهاز عروسة بالتقسيط هعمل إيه الحمل ثقيل عليا، فقطع الدواء خالص".

يوم فى حياة عاملة نظافة (5)
يوم فى حياة عاملة نظافة

تستيقظ زينب من نومها في الساعات المبكرة من النهار لتنجز أعمال بيتها وتحضر الطعام لابنتها الصغيرة، ثم تذهب إلى العمل لتكون في تمام الساعة الثامنة والنصف داخل مكتب العمل لتأخذ عربتها وتبدأ يومها الشاق.

تقول زينب":  "أول ما بوصل بألبس هدوم الشغل وهم سلمونا كمامة وجواتنى عشان الكورونا، ببقى خايفة من العدوى لكن ربنا بيستر على طول بغسل إيدى وبحافظ على نفسي، وبجر العربية وبروح منطقتي، أكنس الشارع وأشيل الكياس وشنط الزبالة وأكوم لحد ما تيجى العربية تاخد اللى لميته، بكنس منطقتي في اليوم ساعات مرتين أو ثلاثة رايح جاى، الناس ما بيهمهاش بيرموا وخلاص، ولازم في عز الحر الشمس اجيب الشارع كله وفى عز البرد والمطر بردو لازم أشيل أي زبالة في الشارع، في ملاحظ بيجى يمر ولو ما بشتغلش بيجازينى، لكن نص ساعة بقعد ارتاح شوية في الظل وافطر وأشرب الشاي".

يوم فى حياة عاملة نظافة (7)
يوم فى حياة عاملة نظافة 

 

"بيقابلك الحلو وبيقابلك الوحش هي الدنيا كده والشغل في الشارع كده، في اللى بيدعيلي ويضحك وشى وببقى مبسوطة جدًا وبحس إنى سعيدة، وفى اللى بيشتم ويقول أنت بتكنسي ليه في واحدة تكنس الشارع هو كده كده وسخ، بقوله ده شغلى ولازم أعمله كويس" وتابعت "زينب": هذه الكلمات حين سئلت عن كيفية تعامل الناس معها أثناء عملها في الشارع، وأضافت: "مش بركز في الكلام إللى بيزعلنى، أكل العيش كده في الحلو والمر".

يوم فى حياة عاملة نظافة (2)
يوم فى حياة عاملة نظافة 

واستطردت زينب حديثها لـ"اليوم السابع": "لقية الفقير معلقة وسكينة مش أكثر من كدة واللى يقول بلاقى ذهب أو فلوس كداب، أنا شغالة بقالى كام سنة ومابلاقيش الحاجات دى، لكن بلاقى هدوم مقطعة وملاعق. وساعات بنى أدمين، مرتين آلاقى أطفال صغيرة مرمين في الزبالة في أكياس سودا، باخدهم أوديهم المستشفى يعملوا اللازم وبعدين بيروحوا الملجأ، ناس معندهاش رحمة إللى ترمى عيالها كده مش ممكن الكلاب تأكلهم".

وفى نهاية حديثها تمنت الزوجت والأم من الله أمنيتين قائلة: "الحمل إللى أنا شيلاه مايشلوش راجل، وعندى أمل كبير في ربنا هيكرمنى ويعطينى على قد تعبى، نفسى أحجج جوزى وأجوز بنتى الصغيرة كدة أبقى جوزت بنتين يعنى ثواب حجتين".

يوم فى حياة عاملة نظافة (6)
يوم فى حياة عاملة نظافة 
يوم فى حياة عاملة نظافة (8)
يوم فى حياة عاملة نظافة

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة