اسر احمد

ابن أمه والمفهوم الخاطئ

الأربعاء، 15 مايو 2024 09:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلط كبير فى استيعاب مفهوم منتشر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة والحالية وفى حال عدم تفاديه سيكون حتى فى الفترة المقبلة، وهو مفهوم "ابن أمه"، دائما ما ينسب هذا المفهوم بشكل كبير إلى العيوب والسلبيات التى تكون فى الشخص، فعندما تبادر أى أنثى فى سرد أمانيها ومتطلباتها وأحلامها الوردية فى شريك حياتها تذكر هذا المفهوم ليكون من محرمات المواصفات.

من كثرة ذكر هذا المفهوم فى الأوساط والأحاديث وأنساب كل الأخطاء والسلبيات إليه، حتى إذا كان الشخص يدخن أو غير بار بوالديه أو منحرف الأخلاق يرجع السبب إلى كونه "ابن أمه" ولكن الخلط الكبير فى هذا المفهوم أجبر كثيرين على تغيير تعاملاتهم ونمط حياتهم من التقرب إلى والدته إلى محاشاة ذكرها فى أحاديث مع شريك حياته، حتى لا يطلق عليه اللقب الذى إذا لاصقه ولو لمرة واحدة سيكون شماعة الأخطاء بعد ذلك.

المفهوم الذى أصبح عيباً وذكره أصبح وصمة عار كبيرة على الشخص، ما زلت أجده ميزة كبيرة وأتباهى فى ذكره طالما جاءت سيرة "الغالية"، فجزء كبير من حديثى مع المقربين أبحث بشكل مستمر عن أى صفة أو حدوته لأنسبها لها، فهى من شكلت شخصيتى الحالية بكل تفاصيلها، فإذا كنت ترانى إنساناً واضحاً وطبيعيا فبالتأكيد هى معلمتى الأولى والأخيرة ومدرستى التى أمسكت بيدى لتضعنى على أى طريق كان، فـ"ابن أمه" ليس بالضرورى عديم الشخصية ورافعاً رايات الاستسلام لوالدته لتحركه يميناً ويساراً فهنا يكمن الخلط الذى صاحب هذا المفهوم.

دائماً أرى أن جزءا كبيرا من معرفة الشخص ومعدنه الحقيقى هو تعامله مع عائلته، فإذا كنت غير باراً بوالديك أو بعائلتك كيف ستكون باراً بمن حولك من أصدقاء أو شركاء حياتك؟ فكل إناء ينضح بما فيه، فإذا كنت تريد الإناء النظيف أعثر على ترابط الشخص بعائلته خصوصا والدته، وإذا كنت تريد العكس لا تبحث فابن أمه سيبحث عنك حتى يجدك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة