أكرم القصاص

الحداد وإقناع الخارج بتناقضات ما هو فى الداخل

الثلاثاء، 11 يونيو 2013 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبعا نحن أمام نظام عبقرى يضم أخطر وأهم وأبلج ولجلج المسؤولين والخبراء الذين يكشفون لنا أنهم هدايا من السماء.. لا نعرف كيف يكون موقفنا لو لم تهدنا السماء هؤلاء المسؤولين الذين يعالجون الأزمات بعبقرية غير مسبوقة، ويفضلون الحديث للخارج أكثر مما يحبون الحديث للداخل، نرى السيد عصام الحداد، مساعد الرئيس للشؤون الخارجية، يغرق الصحف والإذاعات الخارجية بالأحاديث والشروحات، بينما لا يهتم بتقديم تفسير للمواطنين الذين هم فى مصر الشقيقة. رأينا حديثين أو أكثر للسيد الحداد فى «بى بى سى» و«فايننشيال تايمز» يشرح «لهما» عن مصر، ويجيب عن كل أسئلتهما بكل صراحة، ومنها التأكيد على علاقته بخيرت الشاطر نائب المرشد والجماعة.
لكن هذه الصراحة مع الخارج لا تخلو من تناقضات وتداخلات، فقد أعلن الدكتور الحداد، أن الدبلوماسية المصرية تعيش أزهى عصورها، وأنها ليست ضعيفة، وأنه لا يهمش دور وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، بينما الواقع يشرح لنا وللعالم عكس ما يقوله الحداد وغيره، ويكشف عن حالة من التهميش، بل والتخبط.
وعلى سبيل المثال فى قضية قرض صندوق النقد، رأينا تصريحين متناقضين للحداد وزميله عمر دراج، وزير التخطيط. بما يكشف عن غياب التخطيط أو التنسيق، حتى بين من يفترض أنهم ينتمون إلى نفس السلطة.
الدكتور عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولى، قال إن التوقيع مع صندوق النقد الدولى بخصوص قرض 4.8 مليار دولار سيكون خلال أسابيع قليلة، وقال فى كلمته فى مؤتمر «أمريكا والعالم الإسلامى» الذى يعقد بقطر، إن علاقتنا مع الصندوق تعتمد على الإصلاح، وسوف تشمل الخطة أكثر من 6 خطوات للإصلاح.
بينما الدكتور عصام الحداد، مساعد الرئيس للشؤون الخارجية يتهم «النقد الدولى» بتعطيل حصول مصر على قرض الـ4.8 مليار دولار.. ويقول، فى مقابلة مع صحيفة «الفايننشيال تايمز» إن القاهرة استوفت جميع متطلبات الاتفاق مع صندوق النقد الدولى، لكن الهيئة الدولية تعطل الصفقة، وعندما سأله المحرر: متى سيتم توقيع اتفاق؟ أجاب بأن هذالسؤال ينبغى أن يوجهه لصندوق النقد الدولى.. شاكيًا من أن مسؤولى الصندوق يرغبون فى رؤية توافق سياسى أكبر على البرنامج المقدم، والصحيفة تتحدث عن غياب التوافق وأزمات مالية ومشكلات تعرقل القرض، بما يعنى أن من بين المسؤولين من يقول كلاما كاذبا، نحن أمام مسؤولين كل منهم يقول كلاما عكس زميله.
ثم إن هناك توقعات تنسبها الصحيفة لمحللين ودبلوماسيين ألا يتم توقيع أى اتفاق قبل الانتخابات القادمة، بينما وزير التخطيط يتحدث عن الأسبوع القادم. والتناقضات تعنى شيئًا واحدًا، أننا أمام إدارة تفتقد التنسيق ولا يعرف أطرافها ما يجرى فى الطرف الآخر. وهذا مجرد مثال واحد على مدى اختلاط الأوراق، وحتى عندما حاول الحداد تبرير إذاعة اجتماع الرئاسة، فقد برره بطريقة الأمر الواقع، بما يجعلنا أمام إدارة متناقضة ومرتبكة، تهتم بالإجابة عن تساؤلات الخارج أكثر مما تهتم بالشعب المصرى الشقيق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة